مصدر الإخبارية - منذ 9 ساعات

سماح شاهين- مصدر الإخبارية ما إن دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ، حتى بدأت قوافل النازحين تتجه إلى الشمال والمدينة، عائدين إلى مدنهم وقراهم التي لم تعد كما كانت. فبين الركام والغبار، وفي طرق محفوفة بالخوف والحنين، يعود الناس لا ليجدوا منازلهم، بل ليودّعوا ما تبقى من الذاكرة. عامان من الحصار والقصف والمجازر، حُفر فيها الألم في تفاصيل الحياة اليومية الآن، وفي اللحظة التي خمد فيها صوت المدافع، ارتفع صوت الغياب فقد غابت الوجوه التي انتظرت هذا اليوم، وغابت البيوت التي كانت تحلم بعودة أصحابها. عودة ثقيلة رشاد الكحلوت، أحد العائدين إلى شمالي غزة، لم يُرد العودة في اليوم الأول، فالأخبار تحدثت عن تجريف منزله بالكامل، لكنه في النهاية خضع لنداء الحنين، وسار في شارع الرشيد المكتظ بالنازحين. يقول لـ شبكة مصدر الإخبارية : لم تكن العودة كما توقعت، بل كانت موجعة، فالبيت لم يعد، والأحبة رحلوا، والذاكرة تأن تحت الركام . ويتابع بصوت متهدج: كنت أظن أنني مستعد نفسيًا، لكن رؤية المكان بهذا الشكل كسرتني، حتى رائحة الحي تغيّرت، لم أعد أعرف ملامح الزقاق الذي لعبت فيه طفلاً كأن المدينة كلها فقدت ذاكرتها معي . ويضيف رشاد: حين وصلت إلى الشيخ رضوان حيث كان منزلي، لم أجد سوى فراغٍ كبيرٍ وغبار يغمر المكان الأطفال يبحثون عن ألعابهم تحت الحجارة، والنساء ينظرن حولهن بعيون ذاهلة العودة لم تكن إلى بيت، بل إلى خيبة، إلى صدمة، إلى سؤال كبير: من يعيد لنا ما خسرناه؟ . بالقرب من تبة النويري ، كان عماد بكر ينتظر اللحظة التي يُسمح له فيها بالعودة شمالًا، يقول بصوت متعب: أردنا أن نفرح بنهاية الحرب، لكننا وجدنا أنفسنا نغرق في أحزان جديدة عدنا لا لنُعانق منازلنا، بل لنقف على ركامها . ويضيف: أخذنا اليوم وقتًا للبكاء طوال عامين من الموت لم نجد لحظة للحزن، الآن نحزن كما يليق بالراحلين . غزة تنهض رغم الدمار من حي الزيتون إلى الشجاعية، من التفاح إلى جباليا، لا شيء سوى الخراب، الأسواق تحوّلت إلى أطلال، والمدارس إلى مأوى مؤقت، والمستشفيات إلى غرف انتظار طويلة للمجهولين تحت الأنقاض. ورغم ذلك، بدأت وزارة الداخلية في غزة نشر قواتها لإعادة ضبط الأمن، بينما أطلقت فرق الدفاع المدني حملات بحث واسعة عن المفقودين وانتشال جثامين الشهداء. ترمب يعلن نهاية الحرب.. وغزة تبدأ معركة البقاء مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ عند الساعة 12 ظهر الجمعة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليُعلن نهاية الحرب، قائلاً: أنهينا الحرب في غزة، وأعتقد أننا نتجه نحو سلام دائم . لكن سكان غزة لا يشاركونه هذا التفاؤل، فالدم لا يزال على الجدران، والركام لم يُرفع بعد، والآلام أكبر من كل التصريحات.

آخر الأخبار

هشتک:   

الغزيون

 | 

عادوا

 | 

ليجدوا

 | 

المدينة

 | 

ملامح

 | 

الركام

 | 

يستقبلهم

 | 

مصادر