Friday 17 October 2025
الصفحة الرئيسية      كل الأخبار      اتصل بنا      RSS      English

كوكالي : تحوّل في المزاجين الفلسطيني والأميركي تجاه حرب غزة: من الانقسام إلى الواقعية والإنهاك الإنساني

بيت لحم / PNN/ قال الدكتور نبيل كوكالي رئيس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي انه و بعد مرور عامين على اندلاع الحرب في غزة، تكشف استطلاعات رأي حديثة عن تحوّل لافت في المزاج العام لدى كل من الفلسطينيين والأميركيين، إذ تتراجع الخطابات الأيديولوجية أمام نزعة واقعية متزايدة، ويبرز شعور عام بالإرهاق الإنساني والسياسي من استمرار الصراع.تراجع الدعم الأميركي لإسرائيل وصعود التعاطف مع الفلسطينيينأظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سينا بين 22 و27 سبتمبر 2025 على عينة من 1,313 ناخبًا أميركيًا تحولًا جذريًا في الرأي العام تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
للمرة الأولى منذ عام 1998، قال 35% من الأميركيين إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقابل 34% فقط مع إسرائيل. كما عبّر نحو 60% عن رفضهم تقديم مساعدات عسكرية أو اقتصادية إضافية لإسرائيل.وفي مؤشر آخر على التحول الأخلاقي، اعتبر 40% من المشاركين أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قتل المدنيين في غزة، وهي نسبة تضاعفت تقريبًا مقارنة بعام 2023. وبيّن الاستطلاع وجود انقسام حزبي واضح، إذ أظهر 54% من الديمقراطيين تعاطفًا مع الفلسطينيين مقابل 13% فقط مع إسرائيل، في حين ما زال 64% من الجمهوريين يؤيدون إسرائيل.ويُعدّ الجيل الشاب الأكثر نقدًا لإسرائيل، إذ أبدى سبعة من كل عشرة أميركيين دون سن الثلاثين معارضتهم لاستمرار الدعم الأميركي لها. ويرى مراقبون أن هذه النتائج تعبّر عن “إرهاق أخلاقي” في المجتمع الأميركي من حرب طويلة الأمد، وتزايد تأثر الرأي العام بصور الضحايا المدنيين ومعاناة غزة.واقعية فلسطينية جديدة: الحرب بلا منتصرفي المقابل، أظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي (PCPO) بقيادة الدكتور نبيل كوكالي في قطاع غزة بين 8 و12 أكتوبر 2025 على عينة من 301 مشارك، تحوّلًا واضحًا نحو الواقعية السياسية. قال 71.1% من المستطلعين إن الحرب لم تُسفر عن منتصر، وإن الطرفين خاسران.وأشار 64.1% إلى أن الحرب خلّفت دمارًا ومعاناة إنسانية دون أي مكاسب سياسية ملموسة، بينما عبّر 53.8% عن ارتياح حذر بعد انتهاء الحرب، مقابل 27% شعروا بالحزن والخوف والإرهاق النفسي.
أما أولويات المرحلة المقبلة فجاءت إنسانية بامتياز: 41.5% اختاروا إعادة إعمار غزة كأولوية قصوى، تلتها المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين بنسبة 20.3%، ثم المصالحة الوطنية بنسبة 13%.وفي تقييم الأدوار الدولية، قال 83.5% إنهم يقدّرون الدور المصري في التوسط لوقف الحرب، مقابل 44.5% فقط رأوا الدور الأميركي إيجابيًا، فيما عبّر 54.2% عن عدم ثقتهم بالولايات المتحدة. ورغم الصعوبات، توقّع 40.9% تحسن الأوضاع المعيشية تدريجيًا خلال الفترة المقبلة.وقال الدكتور نبيل كوكالي إن النتائج تعكس “نزعة واقعية متزايدة ووعياً جماعياً بثمن الحرب الباهظ”، مضيفًا أن الحرب “لم تعد تُرى كبطولة، بل كعبء إنساني واقتصادي يهدد مستقبل الأجيال”، في إشارة إلى تحوّل المزاج الفلسطيني نحو خطاب يركّز على إعادة الإعمار والاستقرار بدلاً من الانتصار الرمزي.تقاطع الوعي الإنساني بين واشنطن وغزةرغم المسافة السياسية والجغرافية بين المجتمعين، تكشف الاستطلاعات عن تقاطع أخلاقي وإنساني لافت: الأميركيون من موقع القوة بدأوا يشككون في جدوى الحرب، والفلسطينيون من موقع المعاناة أدركوا أن استمرارها لا يجلب الأمن ولا الكرامة.
في الولايات المتحدة، حوّل جيل الشباب والنخب التقدمية النقاش من سؤال “من على حق؟” إلى “ما ثمن الحرب؟”. أما في غزة، فقد انتقل الخطاب الشعبي من تحدي الاحتلال إلى البحث عن سبل البقاء وإعادة بناء الحياة اليومية.ويرى محللون أن هذا التقاطع بين “وعي الضحية” و”وعي المراقب” يشكّل فرصة لإعادة بناء فهم عالمي أكثر إنسانية للنزاع. فحين يلتقي التعاطف الأميركي مع توق الفلسطينيين للحياة الكريمة، تصبح لغة الحوار بديلاً عن لغة السلاح، ويغدو السلام خيارًا واقعيًا أكثر من أي وقت مضى.نحو وعي جديدتؤكد نتائج الاستطلاعين أن المزاجين الأميركي والفلسطيني يسيران في اتجاه متوازٍ نحو إعادة تقييم معنى الحرب وجدواها. فبينما يتراجع الدعم الأميركي لإسرائيل، يتجه الفلسطينيون إلى الواقعية السياسية والبحث عن حلول عملية. ومع هذا التحوّل المزدوج، قد يكون العالم أمام بداية مرحلة جديدة عنوانها “الإنسان أولًا” — مرحلة تتجاوز سرديات النصر والهزيمة نحو رؤية أكثر عدلًا وإنسانية لمستقبل المنطقة.


آخر الأخبار
هشتک:   

كوكالي

 | 

تحوّل

 | 

المزاجين

 | 

الفلسطيني

 | 

والأميركي

 | 

الانقسام

 | 

الواقعية

 | 

والإنهاك

 | 

الإنساني

 | 

مصادر