شبكة فلسطين الاخبارية - منذ 5 أيام

ستوكهولم – PNN – أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، اليوم الأربعاء، منح جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 مناصفةً بين العالم الأردني من أصل فلسطيني عمر مونّس ياغي، والعالم الياباني سوسومو كيتاغاوا، والأسترالي ريتشارد روبسون، تقديراً لإسهاماتهم الريادية في تطوير ما يُعرف باسم الأطر الفلزية العضوية (Metal-Organic Frameworks – MOFs)، وهي من أبرز المواد التي أحدثت تحولًا جذريًا في عدد من التطبيقات البيئية والطبية والصناعية خلال العقود الأخيرة.وقالت الأكاديمية في بيانها الرسمي إن العلماء الثلاثة نجحوا في تطوير هياكل جزيئية مبتكرة ذات مسامات عالية الدقة والفعالية، مكنت من إحداث ثورة علمية في مجال تخزين الغازات، وتنقية المياه، واستخلاص الرطوبة من الهواء، إلى جانب إسهاماتها الهامة في تخفيض انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ .وتتميز هذه الأطر الفلزية العضوية، والتي اختُصر اسمها بـMOFs، بأنها مواد بلورية هجينة مكونة من أيونات معدنية وروابط عضوية، وتشكل بنى ثلاثية الأبعاد شديدة الانتظام ومفرغة. ويكمن جوهر الاكتشاف في قدرة هذه الأطر على امتصاص وتخزين الجزيئات الصغيرة داخل مساماتها الدقيقة، ما فتح آفاقاً جديدة في مجالات مثل احتجاز الكربون، تخزين الهيدروجين، تنقية الهواء، وإنتاج الماء في البيئات القاحلة.وقد استخدمت هذه التقنية بنجاح في مشاريع تهدف إلى استخلاص المياه من الهواء في المناطق الصحراوية، بما فيها تجارب ميدانية في صحراء أريزونا والشرق الأوسط، فضلاً عن دورها في تقنيات إزالة الغازات السامة وتنقية المياه من المعادن الثقيلة.ولد العالم عمر مونّس ياغي في العاصمة الأردنية عمّان عام 1965، لأسرة فلسطينية الأصل. وأبدى منذ سنواته المبكرة شغفًا كبيرًا بعلم الكيمياء، حيث كان يحوّل مطبخ المنزل إلى مختبر صغير، يصنع فيه التجارب باستخدام أدوات بسيطة ومواد منزلية. وبعد انتقاله إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته الجامعية، برز كواحد من ألمع العقول في مجال الكيمياء غير العضوية، ليبدأ رحلته في تطوير علوم الكيمياء الشبكية.ويعمل ياغي حالياً أستاذاً للكيمياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومديراً لمختبرات الأبحاث المتقدمة في علم المواد. ويُعتبر من أبرز المؤسسين لمجال الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، الذي يمثل تحولاً في التفكير الكيميائي، ويقوم على ربط الجزيئات عبر روابط قوية لتشكيل هياكل يمكن التحكم في خصائصها.وقد نشر ياغي أكثر من 300 ورقة علمية في مجلات مرموقة، واستُشهد بأعماله أكثر من 250,000 مرة، ما جعله يُصنف مراراً ضمن أكثر العلماء تأثيراً في العالم بحسب تصنيفات كلاريفيت أناليتيكس و نيتشر .قبل حصوله على جائزة نوبل، نال ياغي العديد من الجوائز الرفيعة، أبرزها جائزة كافلي للكيمياء لعام 2018، والتي تُعد من أرفع الجوائز العلمية عالمياً، إلى جانب جائزة ألبرت أينشتاين العالمية للعلوم، وجائزة وولف في الكيمياء، كما كُرّم في عام 2024 بـ جائزة نوابغ العرب التي يمنحها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته العلمية العالمية.ويُعرف عمر ياغي أيضاً بدعمه للباحثين الشباب من العالم العربي، إذ لطالما دعا إلى ربط البحث العلمي في المنطقة العربية بالتحديات الواقعية، لا سيما في مجالات المياه والطاقة والبيئة. كما أطلق مبادرات لتدريب طلاب عرب في مختبره ببيركلي، إيماناً منه بأهمية بناء جيل جديد من العلماء العرب.في تعليق له بعد إعلان الجائزة، قال ياغي في بيان مقتضب:
هذه الجائزة ليست تكريماً لي فقط، بل لكل من آمن أن العلم قادر على تغيير حياة الناس. الأطر الفلزية العضوية ليست مجرد مواد، بل أدوات لإنقاذ الكوكب ، مؤكداً أن استخدام هذه الابتكارات في توفير مياه الشرب النقية والطاقة النظيفة في الدول النامية، هو من أبرز أهدافه المستقبلية.وقد أشادت الأوساط العلمية العالمية بمنح الجائزة لياغي وزميليه، معتبرين أن هذا الاكتشاف يمثل ركيزة أساسية في الكيمياء الحديثة، ويعكس كيف يمكن للعلم أن يلعب دوراً جوهرياً في معالجة القضايا الكبرى مثل تغير المناخ، الأمن المائي، وأزمات الطاقة.وتُعد جائزة نوبل في الكيمياء واحدة من أعرق الجوائز في العالم، وتُمنح منذ عام 1901 تكريماً لإنجازات العلماء الذين ساهموا بشكل غير مسبوق في دفع حدود المعرفة البشرية.

آخر الأخبار

هشتک:   

الكيمياء

 | 

بجائزة

 | 

لتطويره

 | 

الأطر

 | 

الفلزية

 | 

العضوية

 | 

مصادر