Saturday 18 October 2025
الصفحة الرئيسية      كل الأخبار      اتصل بنا      RSS      English

في حلقته الاولى برنامج صوت الشباب يسلط الضوء على قضاياهم بين غياب التمثيل وجمود النظام السياسي

رام الله / PNN / ظل واقع سياسي يراوح مكانه منذ أكثر من عقدين، تبرز تساؤلات حقيقية حول غياب الشباب الفلسطيني عن مراكز صنع القرار. في الحلقة الأولى من برنامج صوت الشباب الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ، ناقش مجموعة من الناشطين والمحللين أسباب هذا التغييب، بين من يراه نتيجة جمود النظام السياسي ومن يحمّل الشباب أنفسهم مسؤولية التقاعس عن التغيير.واستضاف البرنامج الناشط الحقوقي والشبابي رزق عطاونة، والناشطة سوار عودة وعضوة هيئة العمل الوطني الفلسطيني رتيبة النتشة، في حوار صريح حول الأسباب، والعوائق، والفرص المهدورة أمام جيل يشكّل أكثر من 60% من المجتمع الفلسطيني، لكنه يكاد يكون غائبًا تمامًا عن مراكز القرار العليا.الشباب بين الغياب والتغييب
طرحت مقدمة البرنامج سؤالاً جوهريًا: هل الشباب الفلسطيني غائب أم مغيّب؟
جاءت الإجابة من الناشطة سيوار عودي مؤكدة أن الشباب مغيبون بفعل غياب البيئة الآمنة للمشاركة، وغياب القوانين والسياسات المنصفة . واستشهدت بدراسة صادرة عن مركز مسارات تشير إلى أن نسبة الشباب في مواقع صنع القرار الفلسطيني لا تتجاوز 1%.وأضافت أن غياب البرامج الحكومية التي تدعم مشاركة الشباب يجعلهم خارج دائرة التأثير، فلا توجد تشريعات منصفة، ولا برامج تمكين حقيقية، ولا إرادة سياسية لإشراكهم فعليًا .الانقسام والجمود السياسي
من جهته، رأى الناشط رزق عطاونة أن الشباب الفلسطيني غائبون ومغيبون في آن واحد ، موضحًا أن الانقسام الداخلي دمّر الأمل لدى جيل كامل كان يسعى للتغيير. وقال: الشباب فقدوا الثقة في النظام السياسي الذي لم يجدد نفسه منذ عقود، وأصبح الولاء للأشخاص وليس للأفكار، وغابت أجسام الرقابة، وتحوّلت الأحزاب إلى كيانات جامدة لا تسمح بالتطور الداخلي.
وأكد أن حالة الجمود السياسي انعكست بشكل مباشر على عزوف الشباب عن الانخراط في الأحزاب أو المشاركة في العمل الوطني المنظم، مضيفًا:
نحن نعيش حالة من استنزاف الطاقات الشابة، ليس فقط بسبب الاحتلال، بل أيضًا بسبب البنية السياسية المتكلسة. النقابات والاتحادات...
وفيما تناولت النقاشات دور النقابات والاتحادات الشبابية، أشارت رتيبة النتشة إلى أن هذه الأجسام تعاني من نفس أزمة النظام السياسي، حيث لم تشهد انتخابات ديمقراطية حقيقية منذ عقود، ما جعلها مغلقة أمام الكفاءات الشابة .
وأضافت أن متوسط أعمار القيادات في المؤسسات الفلسطينية يتراوح بين 43 و63 عامًا، في حين أن السن القانوني للشباب لا يتجاوز 29 عامًا.
وقالت إن مشاركة الشباب في هذه الأجسام غالبًا ما تكون شكلية ولا تشارك في اتخاذ القرار أو صياغة الخطط.الأحزاب السياسية وفقدان التجديد
أبرز النقاش أيضًا أزمة التجديد داخل الأحزاب السياسية الفلسطينية.
قال عطاونة إن الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لم يتغيروا منذ تأسيس هذه الأحزاب ، مضيفًا: غياب المداورة في المناصب وتغليب الولاءات الشخصية على الكفاءة، أدى إلى جمود كامل في الحياة السياسية.
واعتبر أن استمرار الأشخاص أنفسهم في مواقعهم لعقود يستنزف الرؤية والقدرة على الإبداع ، مضيفًا أن الحزب الذي لا يجدد قياداته يشيخ مع مرور الزمن .هل الشباب مقصرون أيضًا؟
ورغم النقد الموجه للنظام السياسي، رأت رتيبة النتشة أن المشكلة ليست من طرف واحد، موضحة أن الشباب أنفسهم لم يُبدوا فعلًا حقيقيًا للتغيير:
الواقع مظلم وصعب، لكن غياب المبادرة لدى الشباب جعلهم في موقع ردّ الفعل، لا الفعل. الانتفاضة الأولى انطلقت من شباب لا يملكون مناصب، لكنهم امتلكوا الإرادة والرؤية.
وأكدت النتشة أن التغيير يبدأ من الوعي والقدرة على التنظيم والعمل الجماعي، وليس فقط من المطالبة بالمناصب.صوت الشارع
في استطلاع أعدّه فريق البرنامج، عبّر عدد من المواطنين عن آرائهم حول أسباب عدم وصول الشباب إلى مواقع القرار.جاءت أبرز الإجابات على النحو التالي:
• الواسطة والمحسوبية تقتل الطموح.
• القيادات تتمسك بالكراسي وكأنها وراثة.
• لا انتخابات، ولا تداول للسلطة.
• الشباب لا يُمنحون الفرص، رغم أنهم الأقدر على التغيير.
وأجمع المشاركون في الاستطلاع على أن غياب الديمقراطية والانتخابات المنتظمة يمثل العقبة الأكبر أمام مشاركة الشباب في الحياة العامة.الإصلاح يبدأ بالقانون والثقافةوفي ختام الحلقة، تناول النقاش دور القوانين في تعزيز مشاركة الشباب.
أكد رزق عطاونة أن سنّ القوانين وحده لا يكفي ، موضحًا أن الثقافة الحاملة للقانون أهم من النص القانوني ذاته ، لأن المجتمع الفلسطيني ما زال يمارس سلوك الدولة دون أن يمتلك مؤسساتها المستقلة القادرة على تطبيق التشريعات.
وأضاف أن وجود الشباب في مواقع القرار ليس ترفًا أو رفاهية ، بل ضرورة لبقاء الحياة السياسية حية وقادرة على التجدد .
من جانبها، شددت رتيبة النتشة على ضرورة خفض سن الترشح للرئاسة والمجلس التشريعي، بما يتناسب مع التوزيع الديموغرافي للفلسطينيين، مؤكدة أن المشرع الفلسطيني مطالب بأخذ التغيرات الاجتماعية في الاعتبار عند صياغة أي قوانين جديدة .
وأكد المشاركون أن الانتخابات ليست الطريق الوحيد لضمان تمثيل الشباب، حيث قالت النتشة إن حركات التحرر لا تقوم على صناديق الاقتراع فقط، بل على الفعل الجماهيري والمبادرة والتمثيل الشعبي الحقيقي.
وأيّدتها سوار عودة قائلة:
الانتخابات وسيلة مهمة، لكنها ليست الشرط الوحيد. التغيير يبدأ من المبادرات الصغيرة، من الإيمان بدورنا، ومن قدرتنا على تحويل الأفكار إلى فعل. وخلصت الحلقة الأولى من صوت الشباب إلى أن أزمة تمثيل الشباب في فلسطين ليست أزمة فئة عمرية فقط، بل هي أزمة نظام سياسي كامل يعيش حالة من الجمود منذ سنوات طويلة.
غير أن الأمل ما زال موجودًا، طالما بقيت أصوات شابة تؤمن بالفعل لا بالانتظار، وبأن التغيير لا يُمنح، بل يُنتزع بالإرادة والعمل الجماعي.


آخر الأخبار
هشتک:   

حلقته

 | 

الاولى

 | 

برنامج

 | 

الشباب

 | 

الضوء

 | 

قضاياهم

 | 

التمثيل

 | 

وجمود

 | 

النظام

 | 

السياسي

 | 

مصادر